الجهاد تحافظ على عوامل بقائها من خلال تضحياتها بخيرة قادتها
تاريخ النشر : 2023-05-16خ- خ+
استمع
الجهاد تحافظ على عوامل بقائها من خلال تضحياتها بخيرة قادتها
خالد صادق
الجهاد تحافظ على عوامل بقائها من خلال تضحياتها بخيرة قادتها
بقلم: خالد صادق
لأن العالم محكوم بشريعة الغاب, وسيادة قانون البقاء للأقوى, والقوي يأكل الضعيف, والسمك الكبير بياكل السمك الصغير, فلم افاجأ بتصريحات الاتحاد الأوروبي الذي عرض التدخل لإنهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة, ودوافعه وراء ذلك استجداء «إسرائيل للتهدئة, وسعيها لتحريك الوسطاء لوقف المعركة, ولولا حاجة «إسرائيل» للتدخل لما عرض الاتحاد الأوروبي الوساطة, ولغض الطرف كعادته دائما عن جرائم الاحتلال الصهيوني, الاتحاد الأوروبي اصدر بيانا بعد انتهاء جولة القتال «ثأر الاحرار» حمل لغة مختلفة هذه المرة, حيث أعرب الاتحاد الأوروبي عن امتنانه لمصر لبذل جهودها في إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وكذلك للأمم المتحدة لدورها الإيجابي في هذا السياق, وتغافل الاتحاد الأوروبي وصم الجهاد وفصائل المقاومة «بالإرهاب» .
وقال المسؤول في قسم السياسة الخارجية الأوروبية يوم الأحد «إن هذا الاتفاق من المفترض أن ينهي العنف في غزة وما حولها». وأضاف في تصريحات له أن الاتحاد الأوروبي يستنكر مقتل مدنيين في الأيام الأخيرة، بينهم أطفال، ووقوع قتلى وجرحى في قطاع غزة وإسرائيل». وشدّد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي على الأهمية الحاسمة لتأمين وقف إطلاق النار وفتح المعابر للسماح للعاملين في المجال الإنساني بالدخول إلى قطاع غزة ومغادرته. وكذلك للتمكّن من إيصال المساعدات الإنسانية والوقود إلى الأراضي الفلسطينية. وجاء في البيان أن الاتحاد الأوروبي مستعد للعمل مع جميع الشركاء لتقديم المساعدة في تحقيق السلام لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، وفي استعادة الظروف للتسوية السياسية. كما دعا الاتحاد الأوروبي مرة أخرى الأطراف إلى العمل على وقف التصعيد» هذه اللغة الجديدة للاتحاد الأوروبي جاءت بفضل أداء المقاومة، والتفاف الشعب الفلسطيني حولها، وقدرتها على الاستثمار السياسي لأدائها المقاوم.
صحيفة الأخبار اللبنانية كشفت أمس عن تفاصيل المفاوضات التي انهالت على مكتب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة لإنهاء معركة «ثأر الأحرار» التي قادتها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. وأكدت الصحيفة أن الموقف «الجهادي» الصلب أخرج مساعي التهدئة، من مستوى الأجهزة الأمنية في دول الوسطاء، إلى مستوى زعماء الدول، ولا سيما مصر وقطر والأردن، والذين وصلوا في يوم الجمعة إلى نقطة أعلنوا معها استعصاء التفاهمات, في أعقاب ذلك، قُدّمت مقترحات قطرية، ودخل الأميركيون بقوة على خطّ التفاوض، إلّا أن كلّ هذه المحاولات لاقت رفضاً من «الجهاد» التي كان أمينها العام، زياد النخالة، قد أكد، في أحد تصريحاته الصحافية التي عقّب فيها على معركة «وحدة الساحات»، أن الخطأ الوحيد الذي ارتكبه يومذاك، هو أنه استعجل القبول بوقف النار, وعلى طريق محاولة إجبار القائد زياد النخالة على الإذعان لوقف النار، كثّف جيش الاحتلال عمليات التصفية، التي طاولت حتى اليوم الخامس من الجولة، ثلاثة قادة آخرين هم أعضاء في المجلس العسكري لـ«سرايا القدس»، التي ردّت في المقابل، على كلّ حادثة، بمضاعفة كثافة ومديات الصواريخ, ولكن رغم كل ذلك الا انه بقي بند وقف الاغتيالات هو المعطّل الأساس لمسار التفاوض، فيما تكشف مصادر في «الجهاد»، لـ«الأخبار»، أن «الأمين العام للحركة، الذي مورست عليه ضغوط كثيرة، لوّح أمام الوسطاء بأنه مستعدّ لمواصلة القتال وحيداً إلى ما بعد يوم مسيرة الأعلام المرتقبة في نهاية الأسبوع الجاري، وقد تَسلّح في هذا الموقف بما أظهره الميدان من ثبات وصلابة، وقدرة مهولة على امتصاص الضربات الإسرائيلية، وأيضاً، بما وصله من إشارات من محور المقاومة بالاستعداد لتسخين جبهات أخرى عقب يوم الأحد, انها وقائع جديدة فرضتها المقاومة على الاحتلال استطاعت خلالها سرايا القدس تجاوز حالة الردع بانتصارها.